إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) logo الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.
shape
فتاوى في صلاة الكسوف والخسوف
14925 مشاهدة print word pdf
line-top
الصلاة للزلازل والبراكين

السؤال : س 14 هل يصلى للزلازل والبراكين والفيضانات صلاة كسوف أو خسوف ؟
الجواب :-
المشهور أنه يصلى للزلازل فقط ، فقد روى سعيد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه صلى للزلزلة في البصرة ، ولعل السبب أنها عذاب ظاهر غير معتاد يحصل من آثاره موت وهدم وتلف أموال وقد يكون بسبب الذنوب ، وإذا استمر مدة دقائق حصل سقط الدور وقلع الأشجار فكان من المناسب الصلاة ، ولأنه آية من آيات الله التي يخوف بها عباده فيدخل في قوله - صلى الله عليه وسلم - فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة .
فأما الصواعق والفيضانات والرياح العاصفة والظلمة الشديدة ورمي الكواكب وكثرة المطر الذي يخاف منه الغرق ، فالمشهور أنه لا يصلى لها صلاة الكسوف وإنما يدعو المسلمون ربهم ويذكرونه ويتصدقون ويظهرون التوبة كما حصل لقوم يونس كما قال تعالى عنهم :
فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا .
وقد ذهب أصحاب الرأي وبعض الحنابلة إلى أنه يصلى لجميع الآيات المذكورة ونحوها لأنها من جملة ما يخوف الله به عباده وأولى من الكسوف ، فعلى هذا إن صلى لذلك جاز على هذا القول والله أعلم .
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم .

كتبه
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
عضو الإفتاء سابقا

line-bottom